الأحد، يوليو ٢٧، ٢٠٠٨

احترامي

كنت أفكّر اليوم في الأنواع من الناس الذين ينالون احترامي وفي خصائصهم ومن أحترم أكثر: الأغنياء، المثقّفين والمتعلّمين، أو العاليّ الأخلاق؟ أعتبر نفسي محظوظاً أنّي أسكن في منطقة حيث أتفاعل مع كل هذه الأصناف بالانتظام. ولكن أوّلاً ينبغي أن أذكر أنّ احترامي لا ينال، أي كل شخص أتعرّف عليه ينطلق باحترامي الكامل، ثم بعضهم يفقدونه بسبب سلوكهم أو تصرّفاتهم أو أحياناً انعدامها.

مثلاً يمكنني أن أحترم شخصاً غنياً وثرياً، ومع ذلك فإنّ هذا يعتمد على كيف يستخدم ماله وأمواله، فقيمة المال ليست موجودة في امتلاكه بل في استعماله. فأنزع إلى احتقار الناس الذين يبذّرون ويهدرون إمكانيّات مالية عن أنفسهم عندما يستطيعون أن يستخدموها لأجل تقدّم المجتمع.

وأمّا المثقّفون والمتعلّمون فأعدّ نفسي من ضمنهم ونشترك اشتراكاً كثيراً. ولكن العلم هدية خاصة لا يستمتع بها معظم العالم فأفضّل شعوباً يطبّقون علمهم لحلّ مشاكل العالمين كأني أقدّر طائراً مستخدماً أجنحته.

مع أنّي لا أتوقّع أن أجد ثراءً أو علماً فيمن أتعرّف عليه فإنّي أتوقّع الأخلاق العالية. ولكن العالم مليء بالورعين الذين يركّزون على أنفسهم وأخلاقهم ولا يساهمون في أي شيء. من الصعب أن أحترم أو أفهم شخصاً يصلّي نهاراً ومساءً، ثم يلقي بمهملاته في الشوارع.

فأفترض أنّي أقدر أن أحترم صاحب أي من هذه الخصائص السابقة ما دام يجتهد في الاستثمار ببرائعه مهما كانت أمواله أو علمه أو أخلاقه. إنّي أحترم هؤلاء الأشخاص احتراماً عميقاً.

هناك ٥ تعليقات:

^ H@fSS@^ يقول...

اصبت في كلامك يا لورن
من فترة لما كنت في مصر
لقيت في منطقة ما مركز ثقافي لشباب المنطقة
و لكن امامه بالظبط لقيت كومة من اقذر المهملات اللي ممكن تتخيلها
فعرفت ان المركز ده فاشل و مافيش منه اي فايدة لما ابسط شئ معرفوش يغيروه
بالفعل انه الاحترام

تحياتي

human يقول...

فهمت انك لا تجد من يجمع بين المال والثقافة
تعتقد لما؟
ربما المثقفين يحاولون تعويض نقص المال بالعلم
ام يعتبر الاثرياء والفقراء ايضا ان الثقافة ترف؟
عندما اخرج من بيتى ومعى كتاب فلابد دائما ان اخفية عن اعين الناس حتى لا انال فاصلا من السخرية الصامتة
ربما لانى اعيش فى منطقة شديدة الفقر والجهل اشبة بعشوائية لو كنت تفهم قصدى؟
فهمت من كلامك ان اجتماعى وذو علاقات واسعة
هل هذا ينطبق على العرب ايضا
اى لك صداقات واسعة بينهم؟

غير معرف يقول...

هناك امور مشتركة بيننا رغم الاختلاف

انا فتاة عربية مسلمة فلسطينية

مثلك تماما احب السباحة و البرمجيات (أدرس البرمجة في الجامعة) كما أنني أعتبر مواطنة أمريكية وذلك لأنني ولدت في كارولاينا الشمالية
والأهم من هذا كله فأنا من أولئك الأشخاص الذي يحبون التفكير بعقلانية

اود التواصل

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ساقني البحث اليوم عن لوحة الكتابة العربية لمدونتك ، فتشرفت بالتعرف عليك من

مدوناتك ، أنت شخص ذكي جداً يا اخي لورن

لقد اعجبني بساطة تحليلاتك ورؤيتك لبعض الامور

تمنياتي لك بالتوفيق متمنياً أن يأتي يوم تكون أنت فيه رئيس الولايات المتحدة

الأمريكية أظن أن من تعلم العربية وعاش مع العرب قد يستطيع أن يحل القضية؟

زر مدونتي وأقرأ ما أكتبه من زجل شعر بالعامية

وتقبل مني خالص التحية

مهندس محمد البرنس

http://usarabia.wordpress.com/

فارس عبدالفتاح يقول...

لورن

تحية طيبة وبعد ،


أنا سعيد وحزين في آنِ واحد سعيد لأنك تكتب بالعربية وتحاول أن تنمق كلماتك وتوضح افكار بطريق استطيع أن أقرأ بها ما يجول ويصول في خاطرك المشبّع بالثقافة الغربية التى ظهرت جلية في موضوعك هذا.

وحزين بأن ما قد قلت عن المصلين الذين يرمون بقمامتهم في الشارع وهذا صحيح بعض الشيء ، وهذا سلوك رفضتهُ العقيدة الاسلامية ومثلك يعرف هذا .

أما عن المثقفون والمتعلمون وعن الدور الطليعي الذي يقوم به بعض عشوبكم لحل مشاكل شعوب العالم الآخرى .

فلا تنسى بأنها تفرض بزخ الرصاص وصواريخ كروز وجنود المارينز والعمليات العسكرية التى يطلق عليها اسماء مثل الصدمة والرعب .

ولا تنسى قتل الاطفال في جنوب شرق آسيا والمنقطة العربية أو غيرهِا من العالم حتى في امريكا الجنوبية وحتى في أوروبا نفسها في الحرب العالمية الثانية .

أخي في الانسانية :

إن شعوبكم إن كانت تمتلك بعض العلم فإنها لا تمتلك المعرفة التامة باستخدام هذا العلم الاستخدام الذي يرتقي بعقل ساستكم ومفكريكم وعلماءكم حتى بعض مواطنيكم انفسهم .



ولا يوجد علم ولا مال الا وتحكمة الاخلاق وعندنا نحن المسلمون القرآن الذي هو ناموس للاخلاق والعلم والمعرفة وامكانية التقدم .

ولكن مع الأسف الشديد تعلقنا بالمال ففقدنا الاخلاق تشبسنا بالورع وتركنا العمل ومنا من جرتهُ الشهوة بدون عقل وهذه هي المشكلة الحقيقية للامة العربية والاسلامية .


وأخيراً هناك فرق بين العلم والمعرفة وأرتباطها بالمثقف