الخميس، فبراير ٠٢، ٢٠٠٦

كاريكاتيرات النبيّ


كما يعرف الجميع الآن، الإسلام يحرّم كاريكاتير النبيّ. طبعاً كاريكاتيرات الأسبوع الماضي جهلت هذه الثقافة والعادات أو ربّما الفنّان قرّر ألا يحترمها. ليس هذا المهمّ. وأيضاً لا أوافق أنّ حرّيّة التعبير هي الموضوع المهمّ هنا. يجدر بنا أن نتذكّر أنّ ألغرب والشرق يختلفان عن بعضهما البعض بأشكال كثيرة. سلوك الغرب أحياناً يعتبر عجيباً في الشرق في حين أنّ الغرب لا يفهم كلّ أفكار وعادات الشرق. ففي الغرب مثلاً الرجال لا يسمحون بأكثر من زوجة واحدة فقط. لا يمكن في الغرب لأنّ هذا التصرّف حرام. ومن حيث الكاريكاتيرات الدينية فإذا قرأ هؤلاء المسلمون الجرائد العربيّة من أيّ من السنوات الماضيّة فأنّهم يشاهدون الكاريكاتيرات الساخرة عن اليهود والمسيحيّين بإنتظام عجيب. ولكن مع ذلك فلا يثير صراعاً عنيفاً كثيراً ولا نقرأ عنه يومياً في الصحافة. في مشاهدة الأخبار منذ الأسبوع الماضي، يا ترى إذا قامت وجهة النظر هذه في عالم الإسلام اليوم. وفوق هذا كلّه فيا ترى لماذا بعض المسلمين يظنّون أنّ النبيّ محمد بحاجة إلى مساعدة من أشخاص عاديّين مثلهم.

إذا إستخدم الغرب كاريكاتيرات النبيّ هذه لتقديم افكارهم كما حرّيّة التعبير، فالمسلمون عندهم فرصة ممتازة ليظهروا إلى العالم أنّ الإسلام يتكوّن من الفهم والعلم وروح السلام. اجواب العنف على قلم الغرب يجعل الإسلام يبدو ضعيفاً ومقلّم الظفر وغير كبير. حين المسلمون يجيبون على ظلم الصحافة بالعنف في الشوارع فالإسلام يبدو قصير النظر وغير عالم. إنّ جمال الإسلام لا ينتشر من سفارة إلى سفارة عن طريق النار وكذلك لا يقصر عن طريق حبر على ورق.